الفرق بين النبي والرسول

 ذكر العلماء رحمهم الله تعالى عدة أقوال في الفرق بين النبي والرسول و بتأمل هذه الأقوال نجد أن أحسنها  وأولاها ما قرره شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب النبوات أن النبي هو الذي ينبئه  الله بأن يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى كفار خالفوا أمر الله ليبلغهم رسالة من الله إليهم وقد يوحى إليه وحي خاص في قصه معينة، والأنبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلون ويأمرون به المؤمنين ، والرسول هو ينبئه الله ثم يأمره بأن يبلغ رسالته من خالف أمره كنوح، فقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بعث إلى أهل  الأرض وقد كان قبله أنبياء كشيث وادريس

فالرسول والنبي بشر من نفس الأمة، يجري عليه ما يجري على سائر البشر من الموت والحياة ويحتاج إلى ما يحتاج إليه البشر من الطعام والشراب ، وما إلى ذلك مما يجري على البشر وإنما ميزه الله تبارك وتعالى على البشر بالوحي والتبليغ كما قال تبارك وتعالى: (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد))و دعوة الرسل واحدة في جميع الأمم ، ألا! وهي الدعوة إلى توحيد الله الخالص، وتخليصه من شوائب الشرك والبدع والمعاصي كما قال تعالى: (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))والطاغوت مشتق من الطغيان، وهو تجاوز الحد ، ومعناه في الآية كل ماتجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع

و أول الرسل نوح عليه الصلاه والسلام، كما دل على ذلك حديث الشفاعة، والرسل عليهم الصلاه والسلام لا يعلمون الغيب إلا ما علمهم الله.

فمن ادعى أن أحدا من الأنبياء أو الأولياء يعلم الغيب من دون الله فقد افترى على الله وجعل له ندا، وقوله مصادم لنصوص القرآن والسنه ، ولقد بالغ الناس في الغلو في الأنبياء حتى لقد اعتقد كثير ممن ينتسب إلى الإسلام أن جميع الكون قد خلق من نور محمد صلى الله عليه وسلم و يستشهدون على ذلك بالأحاديث الموضوعه التي لا أصل لها في شيء من كتب السنه ويزعمون أن حياته صلى الله عليه وسلم في قبره كحياته قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى